الاثنين، 7 يونيو 2010

مبادئ علم السياسة : د. نظام بركات ود. عثمان الروّاف ود. محمد الحلوة

-->
الكتاب: مبادئ علم السياسة
المؤلفون: د. نظام بركات ود. عثمان الروّاف ود. محمد الحلوة
الناشر : مكتبة العبيكان – الرياض.
جاء هذا الكتاب ليساعد على تكوين التصورات الأولى عن علم السياسة وما يحويه من موضوعات متنوعة؛ حيث قُسِّم إلى مقدمة وثلاثة أجزاء الأول الفكر السياسي وكتبه الدكتور نظام بركات، والثاني المؤسسات السياسية وكتبه الدكتور عثمان الرواف، أما الجزء الثالث فهو عن العلاقات الدولية وكتبه الدكتور محمد الحلوة.
وقد أعد الكتاب لطلاب العلوم السياسية في الوطن العربي، وهو يدرس في قسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض. وهو مفيد وواضح للقراء بعامة .
وقبل الشروع في العرض التفصيلي للكتاب يجدر التنبيه إلى بعض الملحوظات على الكتاب فأولها : غلاء سعره، ثم عدم تجديد الأفكار التي فيه وتجاوزها الزمن فلا زال الكتاب يتحدث عن الحرب الباردة والوفاق والاتحاد السوفيتي والنظريات الاشتراكية والماركسية والحرب العراقية الإيرانية وهي الآن تاريخ بعد أن كانت واقعاً معاشاً؛وهذا حال أكثر الكتب العربية - وللأسف - فإن الطبعات التالية غالباً ماهي إلا تصوير للطبعة الأولى، وكذلك فإن الكتاب فيه بعض الأخطاء الطباعية واللغوية.
وفي المقدمة تحدث المؤلفون عن تعريف علم السياسة، ومناهج البحث فيه ، وتداخله مع علوم أخرى كالاجتماع والاقتصاد والتاريخ وعلم النفس والقانون.
ويعرض الدكتور بركات في القسم الأول للفكر السياسي حيث يتحدث عنه في العصور القديمة عند اليونان وأبرز مفكريه وهم سقراط وتلميذه أفلاطون صاحب الجمهورية الفاضلة وتلميذ تلميذه أرسطو الذي قسم الحكومة إلى ثلاث سلطات رئيسة هي : التشريعية والتنفيذية والقضائية، ونادى بنظرية فصل السلطات لتحقيق التوازن داخل الحكومة .
ثم جاء الفكر السياسي الروماني ليكمل مواطن الضعف في الفكر اليوناني الذي اهتم بالجانب الفكري والنظري لظاهرة السلطة على حساب الجانب التطبيقي. ثم تكلم المؤلف عن الفكر السياسي المسيحي في العصور الوسطى.
بعد ذلك تحدث الدكتور بركات عن الفكر السياسي الإسلامي وركّز على نظام الحكم في الإسلام الذي يقوم على أسس ثابتة أهمها السيادة أو الحاكمية لله والعدالة والشورى والمساواة. ثم يتحدث عن اثنين من رموز الفكر السياسي الإسلامي هما الفارابي وابن خلدون وآرائهما السياسية.
وينتقل بعد ذلك للحديث عن الفكر السياسي في العصور الحديثة التي تبدأ من القرن السادس عشر الميلادي ويَعد ميكا فيللي برغم آرائه المتطرفة مؤسس علم السياسية الحديث ! أما توماس هوبز فهو أعظم كاتب في الفلسفة السياسية برأي المؤلف، ثم يعرض لجون لوك أول المنادين بالنظم الديمقراطية والمطالبين بالحد من تدخل الحكومة في حياة الأفراد وحقوقهم الطبيعية، وجان جاك روسو الذي شارك بعض الكتاب والمفكرين الذين ظهروا في فرنسا في تلك الفترة الدعوة للحرية والثورة ضد الطغيان والذين كان لتفاعل آرائهم أكبر الأثر في نشوب الثورة الفرنسية وفي إثراء الفكر السياسي بشكل عام.
ويختم هذا الجزء بالحديث عن الفكر السياسي المعاصر الذي تمثل في ثلاث نظريات هي الرأسمالية والاشتراكية والماركسية ، ويعرض لشرح هذه النظريات ومثالبها والانتقادات التي وجهت لها.
أما القسم الثاني من الكتاب فموضوعه المؤسسات السياسية وكتبه الدكتور عثمان الرواف الذي يوضح أن طالب السياسة المبتدئ يحتاج إلى تكوين فكرة عامة عن مفهوم الدولة وتطورها التاريخي وطبيعتها وأسس تركيبها، فالعناصر الأساسية في الدولة هي الشعب والأرض والحكومة والسيادة.
ثم تحدث الرواف عن المنتظم السياسي والتصنيفات المتنوعة له ومنها المنتظمات السياسية الاستبدادية التي تشمل الحكومات الفاشية والنازية والشيوعية والعسكرية، والمنتظمات السياسية الديمقراطية التي تشمل الحكومات الغربية المعاصرة.
وتطرق إلى لكلام عن المؤسسات الحكومية والانتخابات والهيئات الحكومية الثلاث : التشريعية ووظائفها التشريع والتمثيل والمداولة والإشراف والمراقبة والتحقيق والمحاكمة وتعديل الدستور، أما الهيئة التنفيذية فإن رئيسها هو حاكم الدولة حيث يسيطر على الأجهزة العسكرية والدبلوماسية والأمنية والمالية والإدارية ووظائف هذه الهيئة هو تنفيذ القانون وفرض النظام وإدارة الشئون العسكرية والخارجية ومهام التشريع والإدارة العامة، والهيئة القضائية تقوم في الفصل في منازعات الأفراد وتطبيق القانون وحماية الفرد وحقوقه من استبداد الحكومة والمراجعة القضائية والحكم على دستورية القوانين والأنظمة.
ثم ختم المؤلف بالحديث عن وسائل الممارسة السياسية للأفراد وتشمل الأحزاب السياسية وجماعات المصالح والرأي العام، ومن أهداف الحزب السياسي السعي للسيطرة على الحكومة أو المشاركة فيها، ثم عدّد أنواع هذه الأحزاب والتصنيفات المتنوعة لها، وتختلف جماعات المصالح عن الأحزاب بأن الأولى لا تحاول الوصول إلى السلطة وأن اهتماماتها أضيق وأكثر تحديداً من الأحزاب ومن أمثلة هذه الجماعات نقابات العمال والأطباء والمحامين وجمعيات مكافحة التدخين والخمور، أما الرأي العام المؤثر فهو رأي الصفوة القيادية المسيطرة على مراكز القوى في المجتمع.
والجزء الثالث والأخير من الكتاب عنوانه العلاقات الدولية تأليف الدكتور محمد بن إبراهيم الحلوة وتحدث فيه عن المجتمع الدولي ولاسيما الحديث والمنتظم الدولي ، وأهم العوامل المؤثرة في المجتمع الدولي المعاصر وهي: الدولة القومية، والأفراد، والتنظيمات الدولية مثل الأمم المتحدة والأوبك، والعوامل عبر القومية مثل الشركات المتعددة الجنسية، والعوامل فوق القومية مثل السوق الأوروبية المشتركة، والعوامل دون القومية مثل منظمة التحرير الفلسطينية.
ثم تطرق للظواهر في المجتمع الدولي المعاصر وهي القومية والإيديولوجية والإمبريالية والحرب الباردة.
والفصل الثاني من هذا القسم عن السياسية الخارجية وهي القرارات التي تحدد أهداف الدولة الخارجية والأعمال التي تتخذ لتنفيذ تلك القرارات، وسياسات الدول ليست من صنع الدول ذاتها وإنما هي من صنع أفراد رسميين يمثلون الدولة ويعرفون بصناع القرارات، ويستطرد إلى الحديث عن العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية وأهدافها وتحويل الهدف العام للدولة إلى قرار محدد وهو صنع السياسية الخارجية الذي تساهم فيه المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ويختم الكتاب ببحث عن وسائل السياسة الخارجية الفعالة وتشمل : الدبلوماسية والقوات المسلحة والدعاية والأدوات الاقتصادية..
وخلاصة الكتاب أن السياسة فن الممكن، إذ إن التفكير السياسي يبدأ بوضع التصورات لطبيعة السلطة، ومن ثم تحليل للواقع السياسي وانتقاده، ومحاولة وضع تصورات لما يجب أن تقوم عليه الدولة .
ولذا جاء هذا الكتاب ليساعد على تكوين التصورات الأولى وما يحويه هذا العلم من موضوعات متنوعة حيث قسم إلى مقدمة وثلاثة أجزاء:
الفكر السياسي.
المؤسسات السياسية.
العلاقات الدولية.
وبذلك يكون هذا الكتاب ركيزة في بناء المكتبة العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق