الاثنين، 7 يونيو 2010

الحجاب : أبو الأعلى المودودي

-->
الكتاب: الحجاب
المؤلف : أبو الأعلى المودودي
الناشر: الدار السعودية لنشر والتوزيع – جدة
لو كان عنوان هذا الكتاب ( المرأة في الإسلام ) أو ( المرأة بين الجاهلية والإسلام) أو ( المرأة بين القوانين البشرية والشريعة الإسلامية ) أو (النظام الاجتماعي في الإسلام)، أو (حركة تحرير المرأة) أو نحو ذلك من العناوين لكان أدق في التعبير عن موضوعه.
والكتاب في مجمله حديث عن مسيرة المرأة في التاريخ البشري، ومن ذلك الكلام عن المرأة في أوروبا حيث أن هذه القارة انتقلت في مسألة المرأة من أقصى الطرف إلى أقصى الطرف الأخر، فينما كانت المرأة في العصور الوسطى رجس من عمل الشيطان وكان حكماء أوروبا ورجال الدين فيها يتناقشون عن المرأة هل لها روح أم لا ، وكانت تعد من سقط المتاع بل شر لا بد منه وآفة غير مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت بل هي مصيبة من المصائب، وكانت الغريزة الجنسية والزواج أمر تستقبحه الثقافة الأوروبية؛ إذا بأوروبة في ثورتها على الكنيسة وعلى رجال الدين بل على الديانة النصرانية نفسها ، تنقل إلى التطرف المضاد فتخرج المرأة من بيتها بل من ملابسها وينحسر دور الأسرة ويندر الزواج ويقل النسل ويتراجع عدد المواليد وتصبح دول أوروبا الآن في سبيلها إلى الانتحار القومي وتصبح العلاقات الجنسية خارج الحياة الزوجية أمراً طبيعيا وتنجب أوروبا ملايين اللقطاء وكان خروج المرأة إلى الجامعة والعمل والسوق في الغرب بل والشرق استدراجا لها إلى الفراش وتصل الفوضى الجنسية إلى إباحة الزواج المثلى والشذوذ بنوعيه وانتشار زنا المحارم والاعتداءات الجنسية على الأطفال وأصبحت شاشات التلفزيون والصحف والمجلات والانترنت والسينما والمسرح وغيرها من وسائل الإعلام بدل أن تصبح أدوات توجيه وإرشاد وتربية وتنمية وإصلاح ... تنشر الفساد الجنسي وتصير الغريزة الجنسية التي خلقها الله لحفظ النوع البشري وسيلة للدمار والعنف والعدوان ( ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور).
والكتاب يعرض هذه الحقائق المريعة بلغة علمية هادئة وسرد تاريخي وثائقي وتصوير أدبي بليغ ، يتبين فيه للعاقل فداحة جرم بعض أبناء ملتنا الذين يريدون تحرير المرأة كما يزعمون ، وكأنها رقيقة مستعبدة يريدون تخليصها، إن مايجري في كثير من بلدان المسلمين اليوم يشبه إلى حد بعيد ما جرى في الحضارة اليونانية والرومانية ، بل يكاد يتطابق مع ما جرى منذ عهد غير بعيد في أوروبا . وإذا نجح هؤلاء في جر المرأة خلف شهواتهم ومطامعهم الدنسة، فستكون نهاية العالم العربي والإسلامي هي ذات نهاية تلك الحضارات التي سادت ثم بادت.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولذلك فإن قراءة مثل هذا الكتاب من الأهمية بمكان، وكذلك الكتب التي على شاكلته، والتي عالجت قضية المرأة.. مثل كتاب مسيرة المرأة السعودية إلى أين ؟! وعمل المرأة في الميزان، والإسلام ومشكلات الحضارة والتطور والثبات في حياة البشر.. وغيرها.
والكتاب يتناول وضع المرأة في الحضارات المختلفة، ثم حجج الدعاة إلى سفور المرأة وتفنيدها واحدة واحدة. ثم يعرض للنظام الاجتماعي الإسلامي، وأخيراً الأحكام الشرعية في الحجاب.
أما المؤلف فهو الأستاذ أبو الأعلى المودودي رحمة الله تعالى واحد من أشهر الدعاة والعلماء والمفكرين المعاصرين في العالم الإسلامي وهو من الباكستان ، له جهود علمية، وفكرية طيبة ومؤثرة ، كتب في مختلف فروع المعرفة الإسلامية ، مثل الجهاد، والاقتصاد ، الاجتماع ، التعريف بالإسلام والدعوة الإسلامية ،والتفسير والفقه ، والسياسة وغيرها كثير.
من أشهر كتبه: الجهاد في الإسلام، المصطلحات الأربعة في القرآن. مبادئ الإسلام، موجز تاريخ تجديد الدين وإحيائه. نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون الربا..الخ.
وقد كتبت عنه نفسه بحوث ودراسات وكتب ومقالات.
وهو أول من حاز على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق