الأربعاء، 26 يناير 2011

صناعة المشيخة للطنطاوي

قال الشيخ والأديب المعروف علي الطنطاوي   -  رحمه الله - ضمن مقالة له - :

( ... ولكنني ازددت يقيناً بيني وبين نفسي بأن من الواجب أن نقضي على هذه الصناعة التي اسمها ( المشيخة ) وأن نُفهم الناس أن هذه المظاهر لا قيمة لها إن لم يكن معها علم صحيح وتقوى حقيقية ، وأنها ليست شرطاً للعلم ولا للتقوى ، ولا تلازم بينها وبينهما ، فربّ عالم ليس بذي عمامة ولا جبّة ، وربّ جاهل مخادع وهو صاحب عمامة كالبرج ، وكمّ جبّة كالخُرج ...

ولا أريد أن يكون العالِم متساهلاً ، ولا أن يبالغ في الرقّة حتى يتخرّق ويتمزّق ، بل أريد أن يكون الشرع هو الميزان فما كان له في الشرع رخصة رخّصنا فيه ، وما كان له حكمان ألزمنا المبتدئ بأخفهما عليه ، رفقاً به ، وإبقاءً عليه ، وما كان منكراً ظاهراً لا ترخيص فيه ولا اجتهاد ، أنكرناه ولو قالوا عنا ما قالوا ...


وأعوذ بالله أن أقول لأحد : اكتم الحق ليقول الناس إنك لطيف ، أو أقرر الباطل الذي تراه ليقولوا إنك مهذب ، أو ساير الناس في طريق الإثم ليقولوا إنك اجتماعي .


لا ، بل الشرع الشرع ، ما حرمه حرّمناه ، وما أحلّه أحللناه ، وما أمر به فعلناه ، وما نهى عنه تركناه ، وما أنكرنا هذه الصناعة التي استحدثها الناس ، وسمّوها ( المشيخة ) إلا لأنّ الشرع ينكرها ، والصدر الأول لم يعرفها ... )
                                                  المصدر ( مع الناس ص 134-135 )
http://www.up-00.com/dldSDU32222.docx.html

http://www.up-00.com/dldSDU32222.docx.html

الثلاثاء، 18 يناير 2011

حملة خادم الحرمين: أكثر من 15 مليون ريال لإغاثة المحاصرين بغزة

حملة خادم الحرمين:
أكثر من 15 مليون ريال لإغاثة المحاصرين بغزة

الجزيرة - واس:

حولت حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة مبلغ (15.030.000) خمسة عشر مليون وثلاثين ألف ريال لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأنوروا) والتي تمثل الدفعة الأخيرة من اتفاقية وقعتها الحملة مع الوكالة لتأمين المواد الغذائية لقطاع غزة.


وقد تمكنت الحملة ومن خلال هذه الاتفاقية مع الأنوروا من شراء (6.992.985) طنا من الدقيق و(648.913) طنا من الرز و(585.158) طنا من السكر و(461.925) طنا من الحليب المجفف و(351.012) لترا من زيت الطعام ووزعت جميعها على مئات الآلاف من العائلات المحتاجة كما تم من خلال هذه الاتفاقية شراء (674.828) لترا من المازوت و(91.517) لترا من الجازولين وتوزيعها على سكان القطاع. ويأتي هذا التحويل تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة واستمرارا لعطاء مملكة الإنسانية التي كانت ومازالت تسهم بشكل فاعل في التخفيف عن الشعب الفلسطيني حيث أعطت بسخاء ووفق آليات تضمن وصول المساعدات لمن هم بأمس الحاجة لها وبأسرع الطرق بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية فقد تعاونت الحملة مع المنظمات الدولية لتنفيذ برامجها الإغاثية في قطاع غزة ومنها توزيع الأغذية وتأمين الوقود بالتعاون مع الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنوروا) وبرنامج الأغذية العالمي وتأمين الأدوية واللوازم والمعدات الطبية بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود.

الأحد، 16 يناير 2011

الكنوز الروحية في العالم الإسلامي

الكنوز الروحية في العالم الإسلامي
للدكتور خالص جلبي

طلب برويز مشرف حاكم باكستان من الجماعة التي أطلق عليها الناس لقب الدعوة والتبليغ ألا تعقد اجتماعها وكان جواب رئيس الجماعة جمشيد نحن نقدر الظروف الدولية وجو الحروب ولكننا نؤمن بالسلام وندعو إليه، وتاريخنا في نصف قرن يشفع لنا وأنتم تركنا لكم الدنيا فاتركوا لنا الدين. وعقدوا اجتماعهم السنوي بهدوء وسلام مثلما يفعلونه منذ 57 سنة. ويصلي في هذا اللقاء دفعة واحدة ثلاثة ملايين من الناس بإمام واحد وبتنظيم مدهش. أما في بنغلادش فيصلي في صعيد واحد سبعة ملايين من العباد فتخر الجباه لرب العالمين. ومن تعاليمهم ترك ما لا يعنيك وعدم التدخل في وحل السياسة. وهي حكمة بليغة مع أن المسألة السياسية قضية جوهرية. ولكنهم يتصرفون بحكمة لمعرفتهم حاجة العالم الإسلامي الماسة إلى الدواء الأخلاقي. ولذلك فهم يعنون بالصقل الروحي وتهذيب الناس بفلسفة عملية أكثر من المحاضرات النظرية. فهم يصطادون الناس في كل العالم ولهم مراكز في كل عواصم العالم تقريبا وعندما يجتمعون مع أحد يعرضون عليه الخروج في سبيل الله ولا يسألون الناس إلحافا ولا يسألون الناس أجرا ولا يمدوا أيديهم إلى جيوب الناس عفة منهم. وفي يوم اتصل بهم رئيس الدولة الباكستانية في هدف منه لإصلاح الجهاز البيروقراطي فقال لرئيسهم حبذا لو استبدلت 800 من كبار الموظفين من عندي بعددهم من جماعتكم أضعهم في هذه المراكز الحيوية حتى يتبدل دم الدولة. قالوا له نقترح عليك ما هو أفضل أن يخرج المذكورون معنا في سبيل الله أربعين يوما فيرجعوا وقد زكت قلوبهم وتغيرت أخلاقهم وأصبحوا منا ومنكم فلم يخسروا وظائفهم ولا نحن تسلطنا عليها. وفي يوم كانوا في زيارة لشباب عرب في باريس قد هربت من المتدينين المتشددين فطرقوا عليهم الباب فصدوهم وقالوا قد شبعنا من كلامكم ولا نريد المزيد. فطلبوا الجلوس معهم فبصقوا في وجه أحدهم وأحكموا رتاج الباب. فما كان من الثاني إلا أن طرق الباب من جديد فقالوا له والآن ماذا تريد؟ قال أن تبصق في وجهي كما بصقت في وجه أخي فنتعادل في الثواب. فخجل الرجل منه وجلس معهم ثم خرج معهم ستة أشهر وكان مبتعثاً لدراسة الكيمياء في فرنسا. فعاد لدراسته وهو أنشط وقد تحلى بالتواضع وحب العلم والخلق الزكي. وفي الواقع فإن حاجة العالم إلى هذه الطهارة الروحية والخلق الزكي حاجة ملحة أمام التشدد والجلافة والخشونة، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. إنهم يحيون الروح ويعيدون الذاكرة المنسية ويستنهضون الأعماق الخفية من طاقة الروح المخبأة في كل منا.



http://www.aleqt.com/2007/05/30/article_8958.html