الكنوز الروحية في العالم الإسلامي
للدكتور خالص جلبي
طلب برويز مشرف حاكم باكستان من الجماعة التي أطلق عليها الناس لقب الدعوة والتبليغ ألا تعقد اجتماعها وكان جواب رئيس الجماعة جمشيد نحن نقدر الظروف الدولية وجو الحروب ولكننا نؤمن بالسلام وندعو إليه، وتاريخنا في نصف قرن يشفع لنا وأنتم تركنا لكم الدنيا فاتركوا لنا الدين. وعقدوا اجتماعهم السنوي بهدوء وسلام مثلما يفعلونه منذ 57 سنة. ويصلي في هذا اللقاء دفعة واحدة ثلاثة ملايين من الناس بإمام واحد وبتنظيم مدهش. أما في بنغلادش فيصلي في صعيد واحد سبعة ملايين من العباد فتخر الجباه لرب العالمين. ومن تعاليمهم ترك ما لا يعنيك وعدم التدخل في وحل السياسة. وهي حكمة بليغة مع أن المسألة السياسية قضية جوهرية. ولكنهم يتصرفون بحكمة لمعرفتهم حاجة العالم الإسلامي الماسة إلى الدواء الأخلاقي. ولذلك فهم يعنون بالصقل الروحي وتهذيب الناس بفلسفة عملية أكثر من المحاضرات النظرية. فهم يصطادون الناس في كل العالم ولهم مراكز في كل عواصم العالم تقريبا وعندما يجتمعون مع أحد يعرضون عليه الخروج في سبيل الله ولا يسألون الناس إلحافا ولا يسألون الناس أجرا ولا يمدوا أيديهم إلى جيوب الناس عفة منهم. وفي يوم اتصل بهم رئيس الدولة الباكستانية في هدف منه لإصلاح الجهاز البيروقراطي فقال لرئيسهم حبذا لو استبدلت 800 من كبار الموظفين من عندي بعددهم من جماعتكم أضعهم في هذه المراكز الحيوية حتى يتبدل دم الدولة. قالوا له نقترح عليك ما هو أفضل أن يخرج المذكورون معنا في سبيل الله أربعين يوما فيرجعوا وقد زكت قلوبهم وتغيرت أخلاقهم وأصبحوا منا ومنكم فلم يخسروا وظائفهم ولا نحن تسلطنا عليها. وفي يوم كانوا في زيارة لشباب عرب في باريس قد هربت من المتدينين المتشددين فطرقوا عليهم الباب فصدوهم وقالوا قد شبعنا من كلامكم ولا نريد المزيد. فطلبوا الجلوس معهم فبصقوا في وجه أحدهم وأحكموا رتاج الباب. فما كان من الثاني إلا أن طرق الباب من جديد فقالوا له والآن ماذا تريد؟ قال أن تبصق في وجهي كما بصقت في وجه أخي فنتعادل في الثواب. فخجل الرجل منه وجلس معهم ثم خرج معهم ستة أشهر وكان مبتعثاً لدراسة الكيمياء في فرنسا. فعاد لدراسته وهو أنشط وقد تحلى بالتواضع وحب العلم والخلق الزكي. وفي الواقع فإن حاجة العالم إلى هذه الطهارة الروحية والخلق الزكي حاجة ملحة أمام التشدد والجلافة والخشونة، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. إنهم يحيون الروح ويعيدون الذاكرة المنسية ويستنهضون الأعماق الخفية من طاقة الروح المخبأة في كل منا.
http://www.aleqt.com/2007/05/30/article_8958.html
للدكتور خالص جلبي
طلب برويز مشرف حاكم باكستان من الجماعة التي أطلق عليها الناس لقب الدعوة والتبليغ ألا تعقد اجتماعها وكان جواب رئيس الجماعة جمشيد نحن نقدر الظروف الدولية وجو الحروب ولكننا نؤمن بالسلام وندعو إليه، وتاريخنا في نصف قرن يشفع لنا وأنتم تركنا لكم الدنيا فاتركوا لنا الدين. وعقدوا اجتماعهم السنوي بهدوء وسلام مثلما يفعلونه منذ 57 سنة. ويصلي في هذا اللقاء دفعة واحدة ثلاثة ملايين من الناس بإمام واحد وبتنظيم مدهش. أما في بنغلادش فيصلي في صعيد واحد سبعة ملايين من العباد فتخر الجباه لرب العالمين. ومن تعاليمهم ترك ما لا يعنيك وعدم التدخل في وحل السياسة. وهي حكمة بليغة مع أن المسألة السياسية قضية جوهرية. ولكنهم يتصرفون بحكمة لمعرفتهم حاجة العالم الإسلامي الماسة إلى الدواء الأخلاقي. ولذلك فهم يعنون بالصقل الروحي وتهذيب الناس بفلسفة عملية أكثر من المحاضرات النظرية. فهم يصطادون الناس في كل العالم ولهم مراكز في كل عواصم العالم تقريبا وعندما يجتمعون مع أحد يعرضون عليه الخروج في سبيل الله ولا يسألون الناس إلحافا ولا يسألون الناس أجرا ولا يمدوا أيديهم إلى جيوب الناس عفة منهم. وفي يوم اتصل بهم رئيس الدولة الباكستانية في هدف منه لإصلاح الجهاز البيروقراطي فقال لرئيسهم حبذا لو استبدلت 800 من كبار الموظفين من عندي بعددهم من جماعتكم أضعهم في هذه المراكز الحيوية حتى يتبدل دم الدولة. قالوا له نقترح عليك ما هو أفضل أن يخرج المذكورون معنا في سبيل الله أربعين يوما فيرجعوا وقد زكت قلوبهم وتغيرت أخلاقهم وأصبحوا منا ومنكم فلم يخسروا وظائفهم ولا نحن تسلطنا عليها. وفي يوم كانوا في زيارة لشباب عرب في باريس قد هربت من المتدينين المتشددين فطرقوا عليهم الباب فصدوهم وقالوا قد شبعنا من كلامكم ولا نريد المزيد. فطلبوا الجلوس معهم فبصقوا في وجه أحدهم وأحكموا رتاج الباب. فما كان من الثاني إلا أن طرق الباب من جديد فقالوا له والآن ماذا تريد؟ قال أن تبصق في وجهي كما بصقت في وجه أخي فنتعادل في الثواب. فخجل الرجل منه وجلس معهم ثم خرج معهم ستة أشهر وكان مبتعثاً لدراسة الكيمياء في فرنسا. فعاد لدراسته وهو أنشط وقد تحلى بالتواضع وحب العلم والخلق الزكي. وفي الواقع فإن حاجة العالم إلى هذه الطهارة الروحية والخلق الزكي حاجة ملحة أمام التشدد والجلافة والخشونة، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. إنهم يحيون الروح ويعيدون الذاكرة المنسية ويستنهضون الأعماق الخفية من طاقة الروح المخبأة في كل منا.
http://www.aleqt.com/2007/05/30/article_8958.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق