الأحد، 27 نوفمبر 2011

وقفة مع العام الجديد


قبل أيام، ودعنا عاماً واستقبلنا آخر، وفرح الكثيرون بذلك، إما لقرب استلام مرتب، أو دنو موعد ما أو غير ذلك.. وما علموا أن كل يوم يذهب إنما هو ذهاب لجزء من الإنسان، كما قال الحسن البصري ( ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك).
يسر المرء ما ذهب الليالي
وكان ذهابهن له ذهابُ
وعمر الإنسان أشبه ما يكون بـ " التقويم "، فكل ورقة ننزعها من التقويم لا يمكن أن ترجع حقيقة. وكل يوم يذهب، يودع صاحبه إلى موعد آخر يلقاه به وياله من موعد (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ). آل عمران 30.
وكل يوم يذهب يبعدنا عن الدنيا ويقربنا من الآخرة.

وبهذه المناسبة، فهذا نداء إلى المفرطين الغارقين في الكبائر والسيئات … وفي مقدمتها "ترك الصلاة" التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم. بل نداء لكل مسلم إن كان محسناً أن يستزيد من إحسانه، وإن كان مسيئا أن يقلع عن سيئاته. فلا يدري الإنسان متى تفاجئه منيته ولا يدري متى يأتيه ملك الموت فليحذر أن يكون ممن قال الله فيهم : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون:99 -100).
والأجل سر مكتوم لا يعلمه إلا الله تعالى والعمر قصير مهما طال وكلما هو آت قريب ؛ ليتزود الإنسان من يومه لغده ففي الحديث ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ). وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ’وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" أخرجه البخاري، وليكن ذكر الموت ديدننا ومحركنا إلى العمل الصالح ؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من ذكر هاذم - أي قاطع -اللذات : الموت ) حديث صحيح أخرجه الترمذي والنسائي ، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ( أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا وأكيسهم أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا أولئك الأكياس ) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير وابن ماجه وحسنه الألباني.

ولنعلم أننا سائرون في إحدى الطريقين إما إلى الجنة وإما إلى النار ( فوالله ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا من دار ألا الجنة أو النار ).
تزود من التقوى فإنك لا تــــــــــــــــــــــــــــــدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـــــــــــــــــــــــر ؟
فكم من صغير يرتجي طول عمــــــــــــــــــره
وقد أدخلت أجساده ظلمة القــــــــــــــــــــــــــبر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وقد نسجت أكفانه وهـــــــــــــو لا يدري
وكم من عروس زينوها لزوجهـــــــــــــا
وقد قبضت أرواحهما ليلة القـــــــــــــــــــــدر


الجزيرة الاثنين 09/01/1433 العددد 14312

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

محمد الوهيبي إلى رحمة الله

انتقل إلى رحمة الله الشيخ محمد بن عبدالعزيز الوهيبي، والد كل من: المفكر عبدالعزيز الوهيبي، والإعلامي عبدالله الوهيبي.

تغمد الله الفقيد برحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهم أولاده وأحفاده وأحبابه الصبر والسلوان

إنا لله وإنا إليه راجعون.