فقيد الأمة الإسلامية :
ودعت الأمة الإسلامية يوم الاثنين ( 20/7/1430هـ ) العالم العابد الزاهد المتواضع الفقيه الحافظ بقية السلف الصالح عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان وجمعنا به في جنات النعيم.
والشيخ غني عن التعريف فقد عرفته مجالس العلم في المساجد والمعاهد والجامعات عالماً موسوعياً وفقيهاً متبحراً يذكر الخلاف والأدلة ولا يمنعه مذهبه الحنبلي من إتباع الدليل وشعاره (إذا صح الحديث فهو مذهبي) فهو متمذهب غير متعصب يحترم الرأي الآخر ويرجح ترجيحاً لايسفه فيه رأي غيره ولا يحتقر من قال بخلاف قوله.
ويتميز منهجه بالتوسع والاستطراد في شرح المسائل العلمية سواءً أكانت فقهية أم عقدية أم تاريخية وربما جلس في شرح المسألة الواحدة وليس الدرس الواحد نصف ساعة يساعده في ذلك قوة الحافظة وسعة الإطلاع , ويزيد المسائل العلمية جمالاً ما يزينها به من محفوظاته من القصص والمنظومات فالشيخ كما قيل موسوعة دفنت في اللحد والكفن .
وأضافة إلى أنه علامة محقق فهو عابد ناسك يختم القرآن في الشهر عدة مرات , وهو رجل كريم المعشر حسن الخلق كثير التبسم يستقبل الناس كل الناس يومياً في بيته بعد صلاة العصر حتى أذان المغرب إلا أن يكون مسافراً .
وقدجاوز الشيخ الثمانين عاماً قضاها في العبادة والعلم والدعوة والشفاعة الحسنة للمحتاجين.
وكان الأول على معهد إمام الدعوة ( يعادل الثانوية العامة ) و الأول على كلية الشريعة ، ونال الماجستير وكان عنوان رسالته (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) وقد طبعت , و وعنوان رسالته لدكتوراه (شرح الزركشي على مختصر الخرقي في فقه الإمام أحمد بن حنبل) وقد طبعت في عدة مجلدات ، ومن كتبه المطبوعة كذلك (التدخين مادته وحكمه في الإسلام ) وغيرها كثير، وقد بداء الأستاذ علي أبو لوز بجمع فتاوى ورسائل الشيخ في مجموع سماه (الكنز الثمين ) وصدر منه مجلد واحد ووعد المؤلف بتتابع صدور الأجزاء الكثيرة بإذن الله .
وما سبق من الحديث كان عن الكتب التي ألفها ابتداء، أما شروح الكتب التي قام تلاميذ الشيخ بتفريغها من الأشرطة وطباعتها في كتب أو مذكرات فهي كثيرة جداً_ ولله الحمد _ ومنها:
;شرح منار السبيل ( وهو كتاب في الفقه الحنبلي مع الأدلة ) وقد قام الشيخ بشرحه كاملاً أكثر من مرة.
;شرح لمعة الاعتقاد .
;شرح الآجرومية في النحو.
;شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
t;شرح أخصر المختصرات في الفقه.
وما ذكر عن إنتاج الشيخ ابن جبرين العلمي والدعوي والخيري هو جزء من كل, وشيء من كل شيء.
ورحيل الشيخ يذكرنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) متفق عله .
ولعل عزاء الأمة أن كثيراً من علم الشيخ محفوظ في الوسائل الحديثة ( إنترنت – كاست فيديو ) بل يوجد له عشرة آلاف ساعة صوتية مسجلة .
وليت حزننا وأسفنا على فراق الشيخ يتحول إلى عمل ايجابي فيقوم أبنائه البررة بإنشاء فضائية خاصة به تسمى أبن جبرين – أسوه بقناة ابن عثيمين – يبث فيها دروس الشيخ وفتاواه ومحاضراته وخطبة صوتاً وصورة وفي هذا ما لا يخفى من عظيم الفائدة.
كذلك يتم طباعة ونشر مالم ينشر من كتبه ومؤلفاته ودروسه .
ونشر أكبر كمية من دروسه المسجلة على الكاست وتيسيرها وغير ذلك من المقترحات المفيدة لنشر علم الشيخ ودعوته رحمه الله رحمة واسعة.
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا وخلف لنا خيراً منها.
رسالة الجامعة عدد 990 تاريخ 3/8/1430هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق