تصحيح التفكير
المنهج العلمي النظري الصحيح في التفكير هو الطريق للعمل والإنجاز والإبداع... وللوصول إلى ذلك المنهج يحسن معرفة العيوب الشائعة في التفكير وطرق تصحيحها؛ وإليك شيئاً من ذلك:
* لا تردّ شيئاً من الحق جاء به خصمك ( عدوك ) ،بل لا تصمت عنه؛ وأعلن قبولك به والثناء عليه. والعكس صحيح: لا تقبل ( لا تأخذ ) شيئاً من الباطل جاء به صديقك أو شيخك أو أستاذك أومن تحب... فالعبرة بالقول لا بالقائل أو بالتعبير المعاصر: ما قال بصرف النظر عن مَن قال ( الحكمة ضالة المؤمن ).
وهذه القاعدة تدخل في قاعدة أكبر منها وهي عدم خلط الذاتي بالعلمي (الشخصي بالموضوعي ).
* الرأس الساخن لا يفكر؛ فلا تقرأ أو تكتب أو تتكلم أو تناقش فكرة أو قضية أو فرداً أو فرقة أو جماعة... وأنت مشحون ضدها أو معها ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وقديماً قالوا: العداوة تمنع العدالة.
* لا تحكم ( لا تصدر حكماً ) على نفسك أو مؤسستك أو جماعتك أو بلدك... فإن شهادتك هنا غالباً مجروحة غير مقبولة.
* لا تضحك من رأي أو فكرة فقد يكون هو الرأي الصحيح؛ ولعلك تذكر أفكاراً كثيرة سخرت منها ثم تبنيتها وصرت من أصحابها، والعكس صحيح فإن شرارة الإبداع أن يضحك عليك الناس، فلا يمنعنّك من الإدلاء برأيك أن يكون الرأي غريباً أو مضحكاً، وإن استطعت أن تدلي بآرائك الغريبة التي لا يوافق عليها الأكثر ون بطريقة سياسية غير مباشرة حتى لا تجرح الشعور العام فهو أفضل؛ والجانب النفسي له دور ينافس العقلي في الأخذ بأيدي المحا ورين بلمسة حنان تجذبهم للسير معك فيما تأخذهم إليه.
* لا تتطرف في علاج (مواجهة) أي تطرف: تشيع # نصب، علمانية وعقلانية#خرافة وخزعبلات ،الإرجاء # التكفير .
* عدم وضع العربة أمام الحصان؛ أي إشباع الفكرة بالتقليب والاستقراء والاستنتاج والتفكير قبل وصولها للقلم والورق واللسان، مما يجعل الأفكار ناضجة وفعالة ولها قبول يستزيد إذا أحس بالصواب والحكمة من مصدر دارس حكيم التفكير والتعبير مع حسن التدبير.
ومن ينطق ثم يفكر كمن يتجاوز بسيارته" المطب " ثم "يفرمل" بعد فوات الأوان !
فتعّلم ثم تكّلم؛ وحذار من أن تتكلم بدون علم أو بنصف علم (ولا تقف ما ليس لك به علم...).
فاصلة:
"اجتمع متكلّمان فقال أحدهما: هل لك في المناظرة؟
فقال الآخر: على شرائط:
ألا تغضب, ولا تشغب, ولا تحكم, ولا تقبل على غيري وأنا أكلّمك, ولا تجعل الدعوى دليلاً, ولا تجوّز لنفسك تأويل آية على مذهبك إلا جوّزت لي تأويل مثلها على مذهبي, وعلى أن تؤثر التصادق, وتنقاد للتعارف, وعلى أن كلاً منا يبني مناظرته على أن الحق ضالته والرشد هاديه ". الجاحظ
الحياة ـ عدد 15730 - تاريخ 1 /4 /1427 هـ
المجلة العربية ـ عدد - تاريخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق