الكتاب: الرحيق المحتوم بحث في السيرة النبوية
المؤلف: صفي الرحمن المباركفوري
الناشر : : دار السلام للنشر والتوزيع بالرياضhttp://www.4shared.com/audio/NIDLl0r-/__online.html
إن دموع القارئ لتكاد تنهمر وهو يقرأ سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب الذي تحدّث عن السيرة النبوية في عرض ( شامل) ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل، وذلك بمجلد واحد اعتمد فيه مؤلفه على التوثيق والتخريج لأحداث السيرة .
وجوده الكتاب وجماله وروحانيته تبدأ عند انتهاء المؤلف من المقدمات التاريخية عن العرب وأحوالهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية، أي عند بدء الحديث عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته ومولده ونشأته إلى نهاية الكتاب في وفاته صلى الله عليه وسلم.
وإذا أردت خلاصة هذا الكتاب، بل خلاصة السيرة النبوية فستجدها في كلمة واحدة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل)
وقد طبع الكتاب طبعات تجارية وخيرية كثيرة جداً، وكان إقبال الناس عليه عظيماً وثنائهم عليه عطراً. وقد كتب المؤلف هذا البحث للمشاركة في مسابقة السيرة النبوية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1396هـ وحاز فيه على الجائزة الأولى .
وإن كان ولابد من الحديث عن النفس – فإني لم أفهم السيرة النبوية تماما حتى قرأت هذا الكتاب، فهو خلاصة لكثير من الكتب والبحوث في السيرة النبوية.
والسيرة النبوية هي التطبيق العملي لهذا الدين ففيها الأسوة الحسنة في جميع المجالات: في السياسة والحكم والاقتصاد والمال والاجتماع والعلاقات الإنسانية والدولية والأخلاق الفاضلة.
مقطع من الكتاب :
يتحدث المؤلف عن الأحداث بعد معركة بدر فيقول: قال أبو رافع- مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم -: كنت غلاماً للعباس، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وأسلمتُ، وكان العباس يكتم إسلامه، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فلما جاءه الخبر كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزاً، وكنت رجلاً ضعيفاً أعمل الأقداح، أنحتها في حجرة زمزم ، فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحي، وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر ، إذ أقبل أبولهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طنب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري، فبينما هو جالس إذ قال الناس: هذا أبوسفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم، فقال له أبو لهب: هلم إليَّ ، فعندك لعمري الخبر، قال: فجلس إليه، والناس قيام عليه. فقال: يا ابن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس؟ قال: ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا، يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا، وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجال بيض على خلي بلق بين السماء والأرض، والله ما تُليق شيئاً – أي لا تبقي شيئاً - ولا يقوم لها شيء.
قال أبو رافع : فرفعت طنب الحجرة بيدي، ثم قلت : تلك والله الملائكة .قال: فرفع أبو لهب يده، فضرب بها وجهي ضربة شديدة، فثاورته، فاحتملني فضرب بي الأرض، ثم برك عليّ يضربني ، وكنت رجلاً ضعيفاً فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته ، فضربته به ضربة فعلت في رأسه شجة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب عنه سيده، فقام مولياً ذليلاً ، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتله( وهي قرحة تتشاءم بها العرب، فتركه بنوه، وبقي ثلاثة أيام لا تقرب جنازته ، ولا يحاول دفنه، فلما خافوا السبة في تركه حفروا له ، ثم دفعوه بعود في حفرته، وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق