ظاهرة اختطاف منبر الجمعة: المتدبر للتنظيم الذي جاء به الإسلام لربط أفراد المجتمع ببعضهم يجد أنه نظم العلاقة في أربعة مستويات، مستوى يومي يلتقي به أفراد الحي الواحد خمس مرات من خلال اجتماعهم في الصلوات الخمس، ثم يرتقي التنظيم ليشمل جمهرة أكثر من خلال لقاء أسبوعي، حيث يجتمع فيه عدد من أحياء المدينة من خلال حضورهم لصلاة الجمعة، ثم يرتقى التنظيم إلى مستوى ثالث، وهو أشمل وأعم، وذلك من خلال اجتماع سنوي يشمل أهل المدينة أو غالبهم من خلال اجتماعهم في صلاة العيد، ثم مستوى رابع يلتقي به عموم المسلمين من أقطار شتى، وذلك في يوم عرفة، هذه اللقاءات الأربعة التي نظمها الإسلام للاجتماع في تدرج من الحي إلى الأمة كلها، هدفها إشاعة أواصر التآلف بينهم، لتأكيد الوحدة بين أبناء الأمة التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق