متدينون جدا وفاسدون جدا: من الملاحظ أن الإنسان الغريب يحدد فروقا دقيقة فيما يرى لأول مرة عندما يعيش في مجتمع جديد عليه في قيمه وعاداته وسلوكه وتصرفاته في الحياة كلها ويلتفت إلى أشياء لا يلاحظها الناس العاديون ولا يدركونها في المجتمع نفسه، ولهذا كانت دراسات الغربيين عن المجتمعات العربية والشرقية ممتعة للشرقيين أنفسهم وكأنهم لم يعرفوها إلا عندما وصفها الغريب عنهم وأدرك ما لا يدركون من تصرفاتهم وغيرها حتى لكأن المرء يرى ويدرك ما يصفه الغرباء من طبائعه وعاداته وسلوكه الذي يقوم به لأول مرة، وسبب العمى عما يفعل المجتمع نفسه هو الإلفة والعادة المتكررة التي تغطي على شعوره وإدراكه لما يعمل، أما عين الغريب فناقدة تكشف أدق خصائص الاختلاف بين المجتمعات وتشخصها بدقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق